..أفلام عربي - افلام اجنبي - اغاني - كليبات - برامج - العاب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..أفلام عربي - افلام اجنبي - اغاني - كليبات - برامج - العاب

منتدى تحميل افلام عربى افلام اجنبى


2 مشترك

    سلسلة نت ابطال الاسلام

    حجاج سات
    حجاج سات
    عضو مميز
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 243
    تاريخ التسجيل : 27/04/2010

    سلسلة  نت  ابطال  الاسلام Empty سلسلة نت ابطال الاسلام

    مُساهمة من طرف حجاج سات الخميس مايو 06, 2010 7:45 pm


    على بن أبى طالب

    سبب إسلامه أنه دخل على النبي صلى اللّه عليه وسلم ومعه خديجة رضي اللّه
    عنها وهما يصليان سواء، فقال: ما هذا؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه
    وسلم: "دين اللّه الذي اصطفاه لنفسه وبعث به رسوله، فأدعوك إلى اللّه وحده
    لا شريك له، وإلى عبادته والكفر باللات والعزى"

    فقال له عليٌّ: هذا أمر لم أسمع به قبل اليوم، فلستُ بقاضٍ أمراً حتى أحدث
    أبا طالب.

    وكره رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن يفشي سره قبل أن يستعلن أمره، فقال
    له: "يا عليّ! إن لم تُسلم فاكتم هذا".

    فمكث عليٌّ ليلته، ثم إن اللّه تعالى هداه إلى الإسلام، فأصبح غادياً إلى
    رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فأسلم على يديه، وكان عليٌّ رضي اللّه عنه
    يخفي إسلامه خوفاً من أبيه، إلى أن اطلع عليه وأمره بالثبات عليه فأظهره
    حينئذٍ. أما أبو طالب فلم يرض أن يفارق دين آبائه، وتقول الشيعة: إنه أسلم
    في آخر حياته.

    عن أنس بن مالك قال: بُعث النبي صلى اللّه عليه وسلم يوم الاثنين، وأسلم
    عليٌّ يوم الثلاثاء، وهو ابن عشر سنين، وقيل: تسع، ولم يعبد الأوثان قط
    لصغره



    ليلة الهجرة

    قام رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بمكة بعد أن هاجر أصحابه إلى المدينة،
    ينتظر مجيء جبريل عليه السلام وأمْرَه له يخرج من مكة بإذن اللّه له في
    الهجرة إلى المدينة، حتى إذا اجتمعت قريش فمكرت بالنبي وأرادوا برسول اللّه
    صلى اللّه عليه وسلم ما أرادوا، أتاه جبريل عليه السلام وأمره أن لا يبيت
    في مكانه الذي يبيت فيه، فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عليَّ بن أبي
    طالب فأمره أن يبيت على فراشه ويتسجَّى بِبُرد له أخضر ففعل، ثم خرج رسول
    اللّه صلى اللّه عليه وسلم على القوم وهم على بابه. وتتابع الناس في
    الهجرة، وكان آخر من قدم المدينة من الناس ولم يُفتن في دينه عليّ بن أبي
    طالب.

    ولما أمره رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن يضطجع على فراشه قال له: إن
    قريشاً لم يفقدوني ما رأوك، فاضطجع على فراشه.

    وكانت قريش تنظر إلى فراش رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فيرون عليه
    عليّاً فيظنونه النبي صلى اللّه عليه وسلم، حتى إذا أصبحوا رأوا عليه
    عليّاً. فقالوا: لو خرج محمد لخرج بعليٍّ معه، فحبسهم اللّه بذلك عن طلب
    النبي حين رأوا عليّاً.


    هجرته الى المدينة

    قال عليٌّ رضي اللّه عنه: "لما خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى
    المدينة في الهجرة أمرني أن أقيم بعده حتى أؤدي ودائع كانت عنده للناس،
    ولذا كان يسمى الأمين، فأقمت ثلاثاً فكنت أظهر ما تغيبت يوماً واحداً.

    ثم خرجت فجعلت أتبع طريق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حتى قدمت بني عمرو
    بن عوف ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مقيم، فنزلت على كلثوم بن الهِدم،
    وهنالك منزل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم".

    خرج عليّ رضي اللّه عنه قاصداً المدينة، فكان يمشي الليل ويُكمن النهار حتى
    قدم المدينة، فلما بلغ النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم قدومُه قال: "ادعوا لي
    عليّاً".

    قيل: يا رسول اللّه لا يقدر أن يمشي، فأتاه النبي صلى اللّه عليه وسلم،
    فلما رآه اعتنقه وبكى رحمة لما بقدميه من الورم، وكانتا تقطران دماً،
    فتَفَل النبي صلى اللّه عليه وسلم في يديه ومسح بهما رجليه ودعا له
    بالعافية، فلم يشتكهما حتى استشهد رضي اللّه تعالى عنه.



    ابو تراب

    دخل عليٌّ على فاطمة ثم خرج من عندها فاضطجع في المسجد، ثم دخل رسول اللّه
    صلى اللّه عليه وسلم على فاطمة، فقال لها: "أين ابنُ عمك؟"

    فقالت: هو ذاك مضطجع في المسجد، فجاءه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم،
    فوجده قد سقط رداؤه عن ظهره وخلص التراب إلى ظهره، فجعل يمسح التراب عن
    ظهره ويقول: "اجلس أبا تراب"، فواللّه ما سمَّاه به إلا رسول اللّه صلى
    اللّه عليه وسلم، وواللّه ما كان له اسم أحبَّ إليه منه.



    غزواته فى سبيل الله

    شهد عليٌّ رضي اللّه عنه الغزوات مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فكان
    له شأن عظيم، وأظهر شجاعة عجيبة، وأعطاه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم
    اللواء في مواطن كثيرة.

    في غزوة بدر الكبرى، كان أمام رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم رايتان
    سوداوان، إحداهما مع عليٍّ يقال لها (العقاب) والأخرى مع الأَنصار. وأمره
    رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن يبارز في هذه الغزوة الوليدَ بن عتبة،
    فبارزه وقتله وكان من أشد أعداء رسول اللّه.

    وفي غزوة أحد قام طلحة بن عثمان فقال: يا معشر أصحاب محمد! إنكم تزعمون أن
    اللّه يعجلنا بسيوفكم إلى النار ويعجلكم بسيوفنا إلى الجنة، فهل منكم أحد
    يعجله اللّه بسيفي إلى الجنة، أو يعجلني بسيفه إلى النار؟؟

    فقام إليه عليٌّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه فقال: والذي نفسي بيده، لا
    أفارقك حتى أعجلك بسيفي إلى النار، أو تعجلني بسيفك إلى الجنة، فضربه عليٌّ
    فقطع رجله فسقط فانكشفت عورته.

    فقال: أنشدك اللّه والرحم يا ابن عم، فتركه، فكبَّر رسول اللّه صلى اللّه
    عليه وسلم، وقال لعليٍّ أصحابُه: ما منعك أن تجهز عليه؟ قال: إن ابن عمي
    ناشدني حين انكشفت عورته فاستحييتُ منه.

    وفي غزوة خيبر أعطى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم اللواء عمر بن الخطاب
    ونهض من نهض معه من الناس فلقوا أهل خيبر فانكشف عمر وأصحابه فرجعوا إلى
    رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يجبنه أصحابه ويجبنهم، فقال رسول اللّه صلى
    اللّه عليه وسلم: "لأعطين اللواء غداً رجلاً يحب اللّه ورسوله، ويحبه
    اللّه ورسوله" فلما كان من الغد تطاول لها أبو بكر وعمر فدعا عليّاً، وهو
    أرمد فتفل في عينيه وأعطاه اللواء

    وأرسل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عليّاً والزبير بن العوام في أثر
    المرأة التي أعطاها حاطب بن أبي بلتعة كتاباً إلى قريش وذلك لمَّا أجمع
    رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم المسير إلى مكة. فخرجا وأدركاها بالحليفة
    فاستنزلاها فالتمسا في رحلها فلم يجدا شيئاً. فقال لها عليُّ بن أبي طالب:
    إني أحلف ما كذب رسول اللّه، ولا كذبنا، ولتُخْرِجِنَّ إليَّ هذا الكتاب أو
    لنكشفنك، فلما رأت الجدَّ منه، قالت: أعرض عني، فأعرض عنها. فحلَّت قرون
    رأسها فاستخرجت الكتاب منه. فدفعته إليه، فجاء به إلى رسول اللّه صلى اللّه
    عليه وسلم

    وكان عليٌّ رضي اللّه عنه ممن ثبت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في
    غزوة حنين حين انهزم المسلمون كما ثبت في غزوة أحد، وفي غزوة تبوك خلَّف
    رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عليَّ بن أبي طالب على أهله وأمره بالإقامة
    فيهم. فأرجف المنافقون بعليٍّ وقالوا: ما خلَّفه إلا استثقالاً له وتخففاً
    منه. فلما قال ذلك المنافقون أخذ عليٌّ سلاحه، ثم خرج حتى أتى رسول اللّه
    صلى اللّه عليه وسلم وهو بالجُرْف - موضع على ثلاثة أميال من المدينة -
    فقال: يا نبيَّ اللّه زعم المنافقون أنك لمَّا خلفتني أنك استثقلتني وتخففت
    مني. فقال: "كذبوا ولكني إنما خلفتك لما ورائي فارجع فاخلفني في أهلي
    وأهلك. أفلا ترضى يا عليّ أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، ألا أنه لا
    نبيّ بعدي"فرجع عليٌّ إلى المدينة ومضى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على
    سفره.



    منزلته عند رسول الله

    من الاحاديث التى وردت فى فضل على بن أبى طالب كرم الله وجهه

    "اللّهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه".‏

    " عليٌّ مني وأنا من عليٍّ"

    "أنت أخي في الدنيا والآخرة"

    "من آذى عليّاً فقد آذاني".

    "من أحب عليّاً فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحب اللّه، ومن أبغض عليّاً فقد
    أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض اللّه"‏

    "عليٌّ مع القرآن، والقرآن مع عليٍّ، لا يفترقان حتى يردا الحوض"‏



    قضاؤه

    عن أنس رضي اللّه عنه، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: "أقْضَى
    أمَّتي عليٌّ". وعن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه قال: أقضانا عليُّ بن أبي
    طالب.

    وعن معاذ بن جبل قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لعليٍّ: "تختصم
    الناسَ بسبع، ولا يحاجك أحد من قريش، أنت أولهم إيماناً باللّه، وأوفاهم
    بعهد اللّه، وأقسمهم بالسوية، وأعدلهم في الرعية، وأبصرهم بالقضية، وأعظمهم
    عند اللّه مزية".

    عن عليٍّ رضي اللّه عنه قال: بعثني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى
    اليمن قاضياً وأنا حديث السنِّ. فقلت: يا رسول اللّه تبعثني إلى قوم يكون
    بينهم أحداث ولا علم لي بالقضاء.

    قال: "إن اللّه سيَهدي لسانك، ويثبت قلبك".

    قال: فما شككت في قضاء بين اثنين. وفي رواية: "إن اللّه يثبت لسانك، ويَهدي
    قلبك" ثم وضع يده على فمه.

    وبعثه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى اليمن، فوجد أربعة وقعوا في حفرة
    حفرت ليصطاد فيها الأسد، سقط أولاً رجل فتعلق بآخر، وتعلق الآخر بآخر حتى
    تساقط الأربعة فجرحهم الأسد وماتوا من جراحته، فتنازع أولياؤهم حتى كادوا
    يقتتلون. فقال عليٌّ: أنا أقضي بينكم فإن رضيتم فهو القضاء، وإلاَّ حجزت
    بعضكم عن بعض حتى تأتوا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ليقضي بينكم.
    اجمعوا من القبائل التي حفروا البئر ربع الدية وثلثها ونصفها ودية كاملة،
    فللأول ربع الدية لأنه أهلك من فوقه، وللذي يليه ثلثها لأنه أهلك من فوقه،
    وللثالث النصف لأنه أهلك من فوقه، وللرابع الدية كاملة، فأبوا أن يرضوا.
    فأتوا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فلقوه عند مقام إبراهيم فقصُّوا عليه
    القصة. فقال: "أنا أقضي بينكم" - واحتبى ببردة - فقال رجل من القوم: إن
    عليّاً قضى بيننا، فلما قصوا عليه القصة أجازه.



    صدقته و زهده و تواضعه

    عن عمَّار بن ياسر رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه
    وسلم لعليٍّ: "إن اللّه قد زيَّنك بزينة لم يزين العباد بزينة أحب منها، هي
    زينة الأبرار عند اللّه، الزهد في الدنيا. فجعلك لا ترزأ من الدنيا ولا
    ترزأ الدنيا منك شيئاً، ووصب لك المساكين فجعلك ترضى بهم أتباعاً ويرضون بك
    إماماً"



    وعن عليٍّ عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : "يا
    عليّ، كيف أنت إذا زهد الناس في الآخرة ورغبوا في الدنيا، وأكلوا التراث
    أكلاً لَمّاً، وأحبوا المال حبّاً جمّاً، واتخذوا دين اللّه دَغَلاً، ومال
    اللّه دُوَلاً؟"

    قلت: أتركهم حتى ألحق بك إن شاء اللّه تعالى.

    قال: "صدقت، اللّهم افعل ذلك به"

    أذن بلال بصلاة الظهر فقام الناس يصلون فمن بين راكع وساجد وسائل يسأل.
    فأعطاه عليٌّ خاتمه وهو راكع فأخبر السائل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم
    فقرأ علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ
    وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا، الَّذِينَ يُقِيْمُونَ الصَّلاَةَ
    وَيُؤتُوْنَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُوْنَ}

    اشترى عليٌّ رضي اللّه عنه تمراً بدرهم فحمله في ملحفته فقيل له: يا أمير
    المؤمنين ألا نحمله عنك؟ قال: أبو العيال أحق بحمله.

    وعوتب في لباسه، فقال: ما لكم وللباسي! هذا هو أبعد من الكبر وأجدر أن
    يقتدي به المسلم



    خلافته

    لما استشهد عثمان -رضي الله عنه- سنة ( 35 هـ ) بايعه الصحابة والمهاجرين و
    الأنصار وأصبح رابع الخلفاء الراشدين ، يعمل جاهدا على توحيد كلمة
    المسلمين واطفاء نار الفتنة ، وعزل الولاة الذين كانوا مصدر الشكوى

    ذهبت السيدة عائشة زوجة الرسول -صلى الله عليه وسلم- الى مكة المكرمة
    لتأدية العمرة في شهر محرم عام 36 هجري ، ولما فرغت من ذلك عادت الى
    المدينة ، وفي الطريق علمت باستشهاد عثمان واختيار علي بن أبي طالب خليفة
    للمسلمين ، فعادت ثانية الى مكة حيث لحق بها طلحة بن عبيد الله والزبير بن
    العوام -رضي الله عنهما- وطالب الثلاثة الخليفة بتوقيع القصاص على الذين
    شاركوا في الخروج على الخليفة عثمان -رضي الله عنه- ، وكان من رأي الخليفة
    الجديد عدم التسرع في ذلك ، والانتظار حتى تهدأ نفوس المسلمين ،وتستقر
    الأوضاع في الدولة الاسلامية ، غير أنهم لم يوافقوا على ذلك واستقر رأيهم
    على التوجه الى البصرة ، فساروا اليها مع أتباعهم



    معركة الجمل

    خرج الخليفة من المدينة المنورة على رأس قوة من المسلمين على أمل أن يدرك
    السيدة عائشة -رضي الله عنها- ، ويعيدها ومن معها الى مكة المكرمة ، ولكنه
    لم يلحق بهم ، فعسكر بقواته في ( ذي قار ) قرب البصرة ، وجرت محاولات
    للتفاهم بين الطرفين ولكن الأمر لم يتم ، ونشب القتال بينهم وبذلك بدأت
    موقعة الجمل في شهر جمادي الآخرة عام 36 هجري ، وسميت بذلك نسبة الى الجمل
    الذي كانت تركبه السيدة عائشة -رضي الله عنها- خلال الموقعة ، التي انتهت
    بانتصار قوات الخليفة ، وقد أحسن علي -رضي الله عنه- استقبال السيدة عائشة
    وأعادها الى المدينة المنورة معززة مكرمة ، بعد أن جهزها بكل ما تحتاج اليه
    ، ثم توجه بعد ذلك الى الكوفة في العراق ، واستقر بها ، وبذلك أصبحت عاصمة
    الدولة الاسلامية 0



    مواجهة معاوية

    قرر علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ( بعد توليه الخلافة ) عزل معاوية بن
    أبي سفيان عن ولاية الشام ، غير أن معاوية رفض ذلك ، كما امتنع عن مبايعته
    بالخلافة ، وطالب بتسليم قتلة عثمان -رضي الله عنه- ليقوم معاوية باقامة
    الحد عليهم ، فأرسل الخليفة الى أهل الشام يدعوهم الى مبايعته ، وحقن دماء
    المسلمين ، ولكنهم رفضوا , فقرر المسير بقواته اليهم وحملهم على الطاعة ،
    وعدم الخروج على جماعة المسلمين ، والتقت قوات الطرفين عند ( صفين ) بالقرب
    من الضفة الغربية لنهر الفرات ، وبدأ بينهما القتال يوم الأربعاء (1 صفر
    عام 37 هجري )

    وحينما رأى معاوية أن تطور القتال يسير لصالح علي وجنده ، أمر جيشه فرفعوا
    المصاحف على ألسنة الرماح ، وقد أدرك الخليفة خدعتهم وحذر جنوده منها
    وأمرهم بالاستمرار في القتال ، لكن فريقا من رجاله ، اضطروه للموافقة على
    وقف القتال وقبول التحكيم ، بينما رفضه فريق آخر وفي رمضان عام 37 هجري
    اجتمع عمر بن العاص ممثلا عن معاوية وأهل الشام ، وأبو موسى الأشعري عن علي
    وأهل العراق ، واتفقا على أن يتدارسا الأمر ويعودا للاجتماع في شهر رمضان
    من نفس العام ، وعادت قوات الطرفين الى دمشق والكوفة ، فلما حان الموعد
    المتفق عليه اجتمعا ثانية ، وكانت نتيجة التحكيم لصالح معاوية



    الخوارج

    أعلن فريق من جند علي رفضهم للتحكيم بعد أن اجبروا عليا -رضي الله عنه- على
    قبوله ، وخرجوا على طاعته ، فعرفوا لذلك باسم الخوارج ، وكان عددهم آنذاك
    حوالي اثني عشر ألفا ، حاربهم الخليفة وهزمهم في معركة النهروان عام 38
    هجري ، وقضى على معظمهم ، ولكن تمكن بعضهم من النجاة والهرب وأصبحوا منذ
    ذلك الحين مصدر كثير من القلاقل في الدولة الاسلامية



    استشهاده

    اجتمع ثلاثة رجال: عبد الرحمن بن مُلجم، والبُرك بن عبد اللّه، وعمرو بن
    بكر التميمي فتذاكروا أمر الناس وعابوا على ولاتهم. ثم ذكروا أهل النهر
    فترحموا عليهم وقالوا: ما نصنع بالبقاء بعدهم شيئاً. فلو شرينا أنفسنا
    فأتينا أئمة الضلالة فالتمسنا قتلهم فأرحنا منهم البلاد وثأرنا بهم
    إخواننا.

    فقال ابن ملجم: أنا أكفيكم عليُّ بن أبي طالب وكان من أهل مصر.

    وقال البُرك بن عبد اللّه: أنا أكفيكم معاوية بن أبي سفيان.

    وقال عمرو بن بكر: أنا أكفيكم عمرو بن العاص.

    فتعاقدوا وتواثقوا باللّه لا ينكص رجل منا عن صاحبه الذي توجَّه إليه حتى
    يقتله أو يموت دونه.

    فأخذوا أسيافهم فسمُّوها واتعدوا لسبع عشرة تخلو من رمضان أن يثب كل واحد
    منهم على صاحبه الذي توجَّه إليه. وأقبل كل رجل منهم إلى المصر الذي فيه
    صاحبه الذي يطلب.

    فأما ابن ملجم المرادي فكان عداده في كندة. فخرج فلقي أصحابه بالكوفة
    وكاتمهم أمره كراهة أن يظهروا شيئاً من أمره. فإنه رأى ذات يوم أصحاباً من
    تيم الرباب، وكان عليٌّ قتل منهم يوم النهر عشرة، فذكروا قتلاهم ولقي من
    يومه ذلك امرأة من تيم الرباب يقال لها: قَطام ابنة الشجنة وقد قتل أباها
    وأخاها يوم النهر، وكانت فائقة الجمال. فلما رآها التبست بعقله، ونسي حاجته
    التي جاء لها. ثم خطبها. فقالت: لا أتزوجك حتى تشفي لي. قال: وما يشفيك؟

    قال: ثلاثة آلاف درهم وعبد وقينة وقتل عليٍّ بن أبي طالب

    قال: هو مهر لك، فأما قتل عليٍّ فلا أراك ذكرته لي وأنت تريدينني.

    قالت: بلى، التمس غرته؛ فإن أصبت شفيت نفسك ونفسي ويهنأك العيش معي، وإن
    قُتلتَ فما عند اللّه خير من الدنيا وزينتها وزينة أهلها.

    قال: فواللّه ما جاء بي إلى هذا المصر إلا قتل عليٍّ. فلك ما سألت. قالت:
    إني أطلب لك من يسند ظهرك ويساعدك على أمرك.

    فبعثت إلى رجل من قومها من تيم الرباب يقال له: وَرْدان فكلمته، فأجابها،
    وأتى ابن ملجم رجلاً من أشجع يقال له: شبيب بن بَجَرة، فقال: هل لك في شرف
    الدنيا والآخرة؟ قال: وما ذاك؟ قال: قتل عليِّ بن أبي طالب. قال: ثكلتك أمك
    لقد جئت شيئاً إدّاً كيف تقدر على عليٍّ؟ قال: أكمن له في المسجد فإذا خرج
    لصلاة الغداة. شددنا عليه فقتلناه. فإن نجونا شفينا أنفساً وأدركنا ثأرنا،
    وإن قُتلنا فما عند اللّه خير من الدنيا وما فيها (فقد كان ابن ملجم يحسب
    أنه بقتل عليٍّ يتقرَّب إلى اللّه تعالى!!).

    قال: ويحك!! لو كان غير عليٍّ لكان أهون عليَّ. قد عرفت بلاءَه في الإسلام
    وسابقته مع النبي صلى اللّه عليه وسلم. وما أجدني أنشرح لقتله.

    قال: أما تعلم أنه قتل أهل النهر العباد الصالحين؟ قال: بلى. قال: فنقتله
    بمن قتل من إخواننا. فأجابه، فجاءوا قَطام، وهي في المسجد الأعظم معتكفة
    فقالوا لها: قد أجمع رأينا على قتل عليٍّ. قالت: فإذا أردتم ذلك فأتوني.

    ثم عاد إليها ابن ملجم في ليلة الجمعة التي قتل في صبيحتها عليٌّ سنة 40.
    فقال: هذه الليلة التي واعدت فيها صاحبيَّ أن يقتل كل واحد منا صاحبه. فدعت
    لهم بالحرير فعصبتم به وأخذوا أسيافهم وجلسوا مقابل السُّدة التي يخرج
    منها عليٌّ (الباب) فلما خرج ضربه شبيب بالسيف فوقع سيفه بعضادة الباب أو
    الطاق وضربه ابن ملجم على رأسه بالسيف في قرنه ، وهرب وردان حتى دخل منزله
    فدخل عليه رجل من بني أبيه، وهو ينزع الحرير عن صدره. فقال: ما هذا الحرير
    والسيف؟ فأخبره بما كان، وانصرف فجاء بسيفه فعلا به وردان حتى قتله



    وصيته عند وفاته

    قد نهى رضى الله عنه عن قتل قاتله أو التمثيل به فقال

    "يا بني عبد المطلب، لا ألفينكم تخوضون دماء المسلمين تقولون: قُتل أمير
    المؤمنين. قُتل أمير المؤمنين. ألا لا يُقتلن إلا قاتلي. انظر يا حسن، إن
    أنا متُّ من ضربته هذه، فاضربه ضربة بضربة، ولا تمثل بالرجل، فإني سمعت
    رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "إياكم والمثلة ولو أنها بالكلب
    العقور".

    وعندما هجم المسلمون على ابن ملجم ليقتلوه نهاهم علي قائلا Sad ان أعش فأنا
    أولى بدمه قصاصا أو عفوا ، وان مت فألحقوه بي أخاصمه عند رب العالمين ، ولا
    تقتلوا بي سواه ، ان الله لا يحب المعتدين ) وحينما طلبوا منه أن يستخلف
    عليهم وهو في لحظاته الأخيرة قال لهم Sad لا آمركم ولا أنهاكم ، أنتم
    بأموركم أبصر ) واختلف في مكان قبره, وباستشهاده -رضي الله عنه- انتهى عهد
    الخلفاء الراشدين







    خالد
    بن الوليد
    قائد إسلامي عظيم كان من المجاهدين المسلمين الذين
    عاصروا الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام وأطلق الرسول عليه لقب سيف الله
    المسلول، كانت بدايته في الجاهلية حتى من الله سبحانه وتعالى عليه بنعمة
    الهداية، فدخل إلى الإسلام بعد غزوة الأحزاب، وبعد إسلامه قاتل بسيفه
    أعداءه من المشركين والمنافقين كان قائداً حربياً لا يشق له غبار، وتولى
    قيادة الجيش الإسلامي في العديد من المعارك الهامة والتي كللت بالنصر من
    عند الله.

    قال عنه الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام " ما مثل خالد من جهل الإسلام
    ولو كان جعل نكايته وجده مع المسلمين على المشركين لكان خيراً له ولقدمناه
    على غيره"، وبعد الإسلام قال عليه الصلاة والسلام" الحمد لله الذي هداك ،
    لقد كنت أرى لك عقلاً رجوت أن لا يسلمك إلا إلى خير" .



    النشأة

    هو خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي، أبو سليمان، ولد عام
    584 م لعائلة رفيعة النسب فكان والده الوليد بن المغيرة أحد أشراف وأثرياء
    قريش، تدرب خالد منذ الصغر على الفروسية وأظهر فيها الكثير من البراعة حتى
    أصبح فارساً عظيماً لا يشق له غبار، فكان واحداً من ألمع قادة فرسان قريش،
    كما تولي مهمة "القبة والأعنة" وراثة عن أبيه.

    حارب خالد بن الوليد أولاً ضمن صفوف المشركين ضد المسلمين فخاض عدد من
    الغزوات ضد المسلمين كأحد القادة المشركين المعادين للإسلام، بل لقد كان
    صاحب الفضل في تحويل نصر المسلمين في غزوة أحد إلى هزيمة بعد أن هاجم الجيش
    الإسلامي من الخلف وذلك بعد أن تخلى الرماة عن مواقعهم، وقاتل قتالاً
    شرساً ضد المسلمين هذا إلى النقيض تماماً مما حدث بعد إسلامه فقد قاتل بعد
    ذلك في سبيل الله قتالاً رائعاً استبسل فيه واستدعى جميع مهاراته كفارس
    فكانت له العديد من الانتصارات والبطولات في المعارك التي خاضها لصالح
    المسلمين.



    إسلامه

    قام بإعلان إسلامه في العام الثامن للهجرة وذلك قبل فتح مكة بستة أشهر
    وقبل غزوة مؤتة بنحو شهرين، وقد أعلن إسلامه بين يدي رسول الله صلى الله
    عليه وسلم مع كل من عمرو بن العاص وعثمان بن طلحة، ومنذ أن أعلن إسلامه لم
    يرفع خالد بن الوليد سيفه قط سوى لنصرة الإسلام والمسلمين فكان نعم القائد
    والفارس الشجاع الذي مكنه الله من تسليط سيفه على رقاب المشركين فكان يعود
    له هذا السيف بالنصر والعزة للإسلام، وقد أطلق عليه رسول الله صلى الله
    عليه وسلم لقب " سيف الله المسلول"، مما قاله رسول الله عن إسلامه " الحمد
    لله الذي هداك، قد كنت أرى لك عقلا لا يسلمك إلا إلى الخير".



    دوره كقائد إسلامي





    كانت أولى الغزوات التي شارك فيها خالد بعد إسلامه غزوة مؤتة التي
    كانت بين كل من المسلمين والغساسنة والروم، وقد أظهر الكثير من البراعة
    والحنكة القتالية في هذه الغزوة وقاد الجيش المسلم بعد أن سقط أمرائه
    الثلاثة زيد بن حارثة وجعفر وعبد الله بن رواحة في المعركة، وقد استبسل في
    هذه المعركة حتى أنه دقت في يده تسعة سيوف أثناء القتال.

    وقد شارك أيضاً في فتح مكة فقد ولاه الرسول عليه الصلاة والسلام على واحدة
    من الكتائب الإسلامية التي ذهبت للفتح، كما كانت له العديد من المشاركات
    الأخرى فشارك في حروب الردة التي شنها أبو بكر الصديق رضي الله عنه بعد
    وفاة الرسول على المرتدين والمنافقين، فقام أبو بكر بتوكيل مهمة ردع هؤلاء
    المرتدين لخالد بن الوليد الذي أبلى خير البلاء في هذه المهمة وكان على رأس
    هؤلاء المرتدين طليحة بن خويلد، مسيلمة بن ثمامة أو الكذاب واللذان أدعيا
    النبوة، فلقد ارتد طليحة وقام بادعاء النبوة والتف حوله قبيلة بني أسد فسار
    إليه خالد ودحره هو ورجاله فعاد إلي الإسلام، كما ارتد مسيلمة وادعى
    النبوة والتفت حوله قبيلة بني حنيفة فسار خالد إليهم أيضاً وكانت من اكبر
    المعارك التي خاضها المسلمون في حروب الردة وأنتصر خالد وقتل مسيلمة .

    قام الخليفة أبو بكر الصديق بتولية خالد على أجناد العراق وذلك من أجل قتال
    الفرس فأستبسل خالد في قتال الفرس هو وجنود المسلمين وظل يقاتلهم حتى
    أبادهم، فشهدت ارض العراق تحقيق انتصارات مذهلة لجيش المسلمين تحت قيادة
    خالد بن الوليد لهم وقام بالسيطرة على أجزاء كبيرة من بلاد فارس.

    من المعارك الهامة أيضاً التي قام خالد بقيادة الجيش فيها معركة اليرموك
    والتي وقعت ضد جيش الروم فقد اظهر فيها خالد الكثير من موهبته القيادية
    والقتالية على حد سواء، فقام بتوحيد جيوش المسلمين لتصبح قوة واحدة في وجه
    الجيش الرومي، وتقاسم الإمارة مع غيره من القادة الأكفاء فاتفق معهم على
    أن يتولى أمارة الجيش كل يوم واحداً منهم، وبدأ بنفسه فاظهر الكثير من
    المهارة والاستبسال.

    وفي هذه المعركة مع جيوش الروم خرج جرجة أحد القادة الروم لمبارزة خالد
    وعندما خرج خالد لمبارزته سأله القائد الرومي قائلا: هل أنزل الله على
    نبيكم سيفاً من السماء فأعطاكه فلا تسله على قوم إلا هزمتهم

    قال خالد : لا

    قال جرجة: فيم سميت سيف الله ؟

    قال خالد : إن الله عز وجل بعث فينا نبيه محمد عليه الصلاة والسلام فنفرنا
    عنه ونأينا عنه جميعاً ثم إن بعضنا صدقه وتابعه وبعضنا باعده وكذبه فكنت
    فيمن كذبه وباعده وقاتله ثم إن الله أخذ بقلوبنا ونواصينا فهدانا به
    فتبعناه.

    فقال عليه السلام أنت سيف من سيوف الله سله على المشركين ودعا لي بالنصر
    فسميت سيف الله بذلك، فأنا من أشد المسلمين على المشركين.

    قال جرجة: صدقتني فأخبرني إلام تدعوني .

    قال خالد : إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله والإقرار
    بما جاء به من عند الله.

    قال جرجة : فما منزلة الذي يدخل فيكم ويجيبكم إلى هذا الأمر اليوم.

    قال خالد : منزلتنا واحدة فما افترض الله علينا شريفنا ووضيعنا وأولنا
    وأخرنا، فأنقلب جرجة إلى صف خالد وقال له : علمني الإسلام وأخذه خالد إلي
    خيمته وأتاه بماء ليتطهر ثم لقنه الشهادتين وخرجا معاً يقاتلان الروم .



    أخلاق الفرسان

    توفى أبو بكر الصديق رضي الله عنه واستخلف عمر بن الخطاب مكانه خليفة
    للمسلمين، ولما علم خالد بذلك لم يخبر احد حتى لا يحدث توتر وهرج في صفوف
    المسلمين، ومضي يضرب بسيفه يميناً ويساراً في صفوف الروم ويستحث الرجال على
    الإقدام والقتال حتى تحقق النصر للمسلمين وتقهقر جيش الروم مهزوماً
    مخذولاً.

    وبعد وفاة أبي بكر وتولي عمر الخلافة أمر بتولية أبي عبيدة بن الجراح إمارة
    جيش المسلمين بدلاً من خالد بن الوليد، وعلى الرغم من هذا لم يقابل خالد
    هذا الأمر بالغضب أو الضيق بل سلم أبي عبيدة قيادة الجيش كما أُمر وهذا إن
    دل فإنما يدل على أخلاق عظيمة تمتع بها هذا الفارس المسلم العظيم الذي كان
    دائماً يؤثر رفعة الإسلام ونصره وإطاعة الخليفة عن أي أطماع شخصية قد تطول
    غيره، وبعد أن تسلم أبي عبيدة قيادة الجيش قاتل خالد بن الوليد في جيش
    المسلمين كجندي مخلص ينفذ أوامر قائده.



    وفاة الفارس

    توفى خالد بن الوليد عام 642م هذا البطل، والفارس المسلم الذي أسلم
    بعد أن كان مشركاً فأمن بالله والرسول ورفع سيفه من أجل نصرتهم فكان سيفه
    يرد إليه بالنصر وعلى الرغم من كثرة الحروب التي خاضها إلا أن وفاته لم تكن
    في أي من هذه المعارك بل جاءته وهو في فراشه وقال في هذا "ما في جسدي موضع
    شبر إلا وفيه ضربة بسيف، أو رمية بسهم، أو طعنة برمح، وها أنا ذا أموت على
    فراشي حتف أنفي، كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء".

    رحم الله خالد بن الوليد ورضي عنه وعن غيره من المسلمين الذين لم يدخروا
    جهداً من أجل نصرة دينهم والدفاع عنه، وجزاه خير الجزاء عن المسلمين.




    عمرو بن العاص

    عمرو بن العاص بن وائل السهمي قائد إسلامي عظيم تمتع بعقلية قيادية مميزة،

    بالإضافة لدهاء وذكاء مكنه من اجتياز العديد من المعارك والفوز بها، أعلن

    إسلامه في العام الثامن للهجرة مع كل من خالد بن الوليد وعثمان بن طلحة،
    وفي

    الإسلام كان ابن العاص مجاهداً وبطلاً، يرفع سيفه لنصرته، عندما أعلن
    إسلامه

    قال عنه رسول الله "صلى الله عليه وسلم" { أسلم الناس وآمن عمرو بن

    العاص }.

    لقب "بداهية العرب" لما عرف عنه من حسن تصرف وذكاء، فما كان يتعرض

    إلى أي مأزق حتى كان يتمكن من الخروج منه، وذلك بأفضل الحلول الممكنة،

    فكان من أكثر رجال العرب دهاء وحيلة.

    حياته

    ولد عمرو بن العاص في الجاهلية والده هو العاص بن وائل أحد سادة العرب في

    الجاهلية، شرح الله صدره للإسلام في العام الثامن من الهجرة، ومنذ ذلك
    الحين

    كرس عمرو حياته لخدمة المسلمين فكان قائد فذ تمتع بذكاء ودهاء كبير، قام

    الرسول "صلى الله عليه وسلم" بتوليته قائداً على الكثير من البعثات
    والغزوات،

    فكان احد القادة في فتح الشام ويرجع له الفضل في فتح مصر

    قبل الاسلام

    قبل أن يعلن عمرو بن العاص إسلامه كانت له إحدى المواقف مع النجاشي حاكم

    الحبشة والذي كان قد هاجر إليه عدد من المسلمون فراراً بدينهم من المشركين

    واضطهادهم لما عرف عن هذا الحاكم من العدل، ولكن قام المشركون بإرسال كل

    من عمرو بن العاص - كان صديقاً للنجاشي - وعبد الله بن ربيعة بالهدايا

    العظيمة القيمة إلى النجاشي من أجل أن يسلم لهم المسلمين الذين هاجروا
    ليحتموا

    به، فرفض النجاشي أن يسلمهم لهم دون أن يستمع من الطرف الأخر وهم

    المسلمين ولما استمع لهم رفض أن يسلمهم إلى عمرو وصاحبه


    قال له النجاشي ذات مرة : يا عمرو، كيف يعزب عنك أمر
    ابن عمك؟ فوالله إنه لرسول الله حقًا، قال عمرو: أنت تقول ذلك؟ قال: أي
    والله، فأطعني، فخرج عمرو من الحبشة قاصدًا المدينة، وكان ذلك في شهر صفر
    سنة ثمان من الهجرة، فقابله في الطريق خالد بن الوليوعثمان بن طلحة، وكانا
    في طريقهما إلى النبي "صلى الله عليه وسلم" فساروا جميعًا إلى المدينة،
    وأسلموا بين يدي رسول الله، وكان النجاشي قد أعلن إسلامه هو الأخ

    قال عمرو بن العاص عندما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي فقلت: ابسط

    يمينك فلأبايعك، فبسط يمينه، قال فقبضت يدي، فقال: مالك يا عمرو؟ قلت: أردت

    أن أشترط، قال: تشترط بماذا؟، قلت: أن يغفر لي، قال: أما علمت أن الإسلام

    يهدم ما كان قبله؟ وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها؟ وأن الحج يهدم ما كان
    قبله؟

    ، وما كان أحد أحب إلى من رسول الله "ولا أجل في عيني منه، وما كنت أطيق

    أن أملأ عيني منه إجلالاً له، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت، لأنني لم أكن أملأ


    عيني منه إجلالاً له، ولو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة"


    عمرو قائداً حربيا

    كانت أولى المهام التي أسندت له عقب إسلامه، حينما أرسله الرسول "صلى الله

    عليه وسلم" ليفرق جمعاً لقضاعة يريدون غزو المدينة، فسار عمرو على

    سرية "ذات السلاسل" في ثلاثمائة مجاهد، ولكن الأعداء كانوا أكثر عدداً،
    فقام

    الرسول "صلى الله عليه وسلم" بإمداده بمائتين من المهاجرين والأنصار برئاسة


    أبي عبيدة بن الجراح وفيهم أبو بكر وعمر، وأصر عمرو أن يبقى رئيساً على

    الجميع فقبل أبو عبيدة، وكتب الله النصر لجيش المسلمين بقيادة عمرو بن
    العاص

    وفر الأعداء ورفض عمرو أن يتبعهم المسلمون، كما رفض حين باتوا ليلتهم

    هناك أن يوقدوا ناراً للتدفئة، وقد برر هذا الموقف بعد ذلك للرسول حين سأله
    انه

    قال " كرهت أن يتبعوهم فيكون لهم مدد فيعطفوا عليهم، وكرهت أن يوقدوا ناراً


    فيرى عدوهم قلتهم " فحمد الرسول الكريم حسن تدبيره


    بعد وفاة الرسول "صلى الله عليه وسلم" وفي خلافة أبي بكر "رضي الله

    عنه"، قام بتوليته أميراً على واحداً من الجيوش الأربعة التي اتجهت إلى
    بلاد

    الشام لفتحها، فانطلق عمرو بن العاص إلى فلسطين على رأس ثلاثة ألاف

    مجاهد، ثم وصله مدد أخر فأصبح عداد جيشه سبعة ألاف، وشارك في معركة

    اليرموك مع باقي الجيوش الإسلامية وذلك عقب وصول خالد بن الوليد من

    العراق بعد أن تغلب على جيوش الفرس، وبناء على اقتراح خالد بن الوليد تم

    توحيد الجيوش معاً على أن يتولى كل قائد قيادة الجيش يوماً من أيام
    المعركة،

    وبالفعل تمكنت الجيوش المسلمة من هزيمة جيش الروم في معركة اليرموك

    تحت قيادة خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص وأبو عبيدة بن الجراح وغيرهم وتم

    فتح بلاد الشام، انتقل بعد ذلك عمرو بن العاص ليكمل مهامه في مدن فلسطين

    ففتح منها غزة، سبسطية، ونابلس ويبني وعمواس وبيت جيرين ويافا ورفح


    كان عمر بن الخطاب "رضي الله عنه" إذا ذُكر أمامه حصار "بيت المقدس"

    وما أبدى فيه عمرو بن العاص من براعة يقول: لقد رمينا "أرطبون

    الروم" "بأرطبون العرب"

    فتح مصر

    بعد أن توالت انتصارات وفتوحات عمرو بن العاص في الشام، توجه نظره إلى

    مصر، فرغب في فتحها فأرسل إلى الخليفة ليعرض عليه الأمر وكان حينها عمر

    بن الخطاب متولياً الخلافة، وبعد تفكير وتردد أقتنع عمر بن الخطاب بفكرة
    عمرو.



    وبالفعل قام ابن العاص بإعداد العدد والعتاد من أجل التوجه لفتح مصر فسار
    على

    رأس جيش مكون من أربعة ألاف مقاتل فقط، ولكن بعد أن قام الخليفة باستشارة

    كبار الصحابة في الأمر رأوا ألا يدخل المسلمين في حرب قاسية، وقام عمر بن

    الخطاب بكتابة رسالة إلى عمرو بن العاص جاء فيها " إذا بلغتك رسالتي قبل

    دخولك مصر فارجع، و إلا فسر على بركة الله"، وحين وصل البريد إلى عمرو

    بن العاص وفطن إلى ما في الرسالة، فلم يتسلمها حتى بلغ العريش، فاستلمها

    وفضها ثم سأل رجاله: انحن في مصر الآن أم في فلسطين؟، فأجابوا : نحن في

    مصر ، فقال : إذن نسير في سبيلنا كما يأمر أمير المؤمنين"


    توالت انتصارات عمرو فدخل بجيشه إلى مدينة الفرما والتي شهدت أول اشتباك

    بين الروم والمسلمين، ثم فتح بلبيس وقهر قائدها الروماني ارطبون الذي كان

    قائداً للقدس وفر منها، وبعد أن وصل المدد لجيش عمرو تابع فتوحاته لأم
    دنين،

    ثم حاصر حصن بابليون حيث المقوقس حاكم مصر من قبل هرقل، لمدة سبعة

    أشهر وبعد أن قبل المقوقس دفع الجزية غضب منه هرقل واستدعاه إلى

    القسطنطينية ونفاه، فأنتهز المسلمون الفرصة وهاجموا حصون بابليون مما

    اضطر الروم إلى الموافقة على الصلح ودفع الجزية


    توالت فتوحات عمرو بن العاص بعد ذلك في المدن المصرية الواحدة تلو الأخرى

    حتى بلغ أسوار الإسكندرية فحاصرها وبها أكثر من خمسين ألفاً من الروم،

    وخلال فترة الحصار هذه مات هرقل وجاء أخوه بعده مقتنعاً بأن لا أمل له في

    الانتصار على المسلمين، فأستدعى المقوقس من منفاه وكلفه بمفاوضة المسلمين

    للصلح

    وجاءت عدد من البنود في اتفاقية الصلح هذه منها: أن تدفع الجزية عن كل رجل

    ديناران ماعدا الشيخ العاجز والصغير، وأن يرحل الروم بأموالهم ومتاعهم عن

    المدينة، وأن يحترم المسلمون حين يدخلونها كنائس المسيحيين فيها، وان يرسل

    الروم مئة وخمسين مقاتلاً وخمسين من أمرائهم رهائن لتنفيذ الشروط، وقام

    عمرو بن العاص بإرسال رسول إلى الخليفة عمر ليبلغه بشارة الفتح، وقد مهد

    فتح الشام لفتح مصر وذلك بعد ما علمه الروم والأقباط من قوة المسلمين


    عمرو حاكماً لمصر

    قضى عمرو بن العاص في فتح مصر ثلاث سنوات، وقد استقبله أهلها بالكثير من

    الفرح والترحيب لما عانوه من قسوة الروم وظلمهم، وقد كانوا خير العون

    لعمرو بن العاص ضد الروم، وكان عمرو يقول لهم: يا أهل مصر لقد أخبرنا نبينا


    أن الله سيفتح علينا مصر وأوصانا بأهلها خيرا، حيث قال الرسول الكريم "صلى

    الله عليه وسلم": ستفتح عليكم بعدى مصر فاستوصوا بقبطها خيرا، فان لهم ذمة

    ورحما

    وقد كان عهد ولاية عمرو على مصر عهد رخاء وازدهار فكان يحب شعبها

    ويحبوه وينعموا في ظل حكمه بالعدل والحرية،

    وفيها قام بتخطيط مدينة الفسطاط، وأعاد حفر خليج تراجان الموصل إلى البحر

    الأحمر لنقل الغنائم إلى الحجاز بحراً، وانشأ بها جامع سمي باسمه وما يزال


    جامع عمرو بن العاص قائماً إلى الآن بمصر، وظل عمرو والياً على مصر حتى

    جاء عثمان على الخلافة وقام بعزل

    اللقاء الثاني بين الروم والمسلمين

    كان الأقباط في فترة حكم الروم يعانون من قسوتهم واضطهادهم، وإجبارهم على

    ترك مذهبهم واعتناق المذهب الرومي، فجاءت إحدى المواقف الهامة والتي أكدت

    على مدى احترام المسلمين للديانات الأخرى، فقد كان للأقباط رئيس ديني يدعى

    بنيامين حين تعرض للقهر من الروم اضطر للفرار، وعندما علم المسلمون

    بالأمر بعد الفتح أرسلوا إليه ليبلغوه انه في أمان، وعندما عاد أحسنوا
    استقباله

    وأكرموه، وولوه رئاسة القبط، وهو الأمر الذي نال استحسان وإعجاب الأقباط

    بالمسلمين، فأحسنوا التعامل معه

    جاءت المعركة الثانية بين المسلمين والروم بعد أن علم ملك الروم أن الحامية


    الإسلامية بالإسكندرية قليلة العدد، فانتهز هذه الفرصة وأرسل بثلاثمائة
    سفينة

    محملة بالجنود، وتمكن من اختراق الإسكندرية واحتلالها وعقد العزم على السير


    إلى الفسطاط، وعندما علم عمرو بن العاص بذلك عاد من الحجاز سريعاً وجمع

    الجيش من أجل لقاء الروم ودحرهم، وبالفعل تمكن عمرو من قيادة جيشه نحو

    النصر فكانت الغلبة لجيش المسلمين، ولم يكتفي أبن العاص بهذا بل سارع

    بملاحقة الروم الهاربين باتجاه الإسكندرية، وفرض عليها حصاراً وفتحها، وكسر

    شوكة الروم وأخرجهم منها، كما قام بمساعدة أهل الإسكندرية لاسترداد ما
    فقدوه

    نتيجة لظلم الروم والفساد الذي قاموا به أثناء فترة احتلالهم للمدينة.


    بعد معركة الإسكندرية، وأثناء خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه قام بعزل

    عمرو عن ولاية مصر وولي عليها عبد الله بن سعد بن أبي سرح، ثم في عهد

    معاوية بن أبي سفيان عاد إليها عمرو مرة أخرى واستمر والياً عليها حتى
    وفاته


    الوفاة

    كانت أخر الكلمات التي انطلقت من فمه قبل وفاته " اللهم آمرتنا فعصينا ..

    ونهيتنا فما انتهينا .. ولا يسعنا إلا عفوك يا ارحم الراحمين"، وقد كانت
    وفاة

    عمرو بن العاص في مصر هذه البلد التي فتحت على يديه، وشهدت أزهى

    عصورها عندما كان والياً عليها، فتوفى عام 43هـ




    وات شاء الله نكمل السلسلة
    وادعو الاعضاء الكرام ممن لديه سيرة لااحد الابطا ل
    ان يضعها هنا لتعم الفائدة ان شاء الله
    مايو
    مايو
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 355
    تاريخ التسجيل : 21/04/2010
    العمر : 37
    الموقع : المنوفية

    سلسلة  نت  ابطال  الاسلام Empty رد: سلسلة نت ابطال الاسلام

    مُساهمة من طرف مايو الجمعة مايو 07, 2010 12:20 pm

    جزاك الله خيرا وجعلة فى ميزان حسناتك

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 9:06 am